المسلم دائما صاحب موقف
هذا الموقف يحكمه ميزان الشرع ولا تتنازعه الأهواء ولا التوازنات الشخصية والاجتماعية مما يضفى عليه قدرا كبيرا من الاستقلالية وكذلك المصداقية. وقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم الى أهمية الاستقلالية فى صنع القرار ونهانا أن يكون الواحد منا إمعــــــة إن أحسن الناس أحسن وإن أساءوا اساء وانصاع لسلوك القطيع.
فالمسلم يوطن نفسه فإن أحسن الناس أحسن بل كان فى طليعة المحسنين ولا يجرمنه شنئان قوم على أن يحسن أو أن يعدل أو أن يقول الحق ولم لا وهو واحد من خير أمة أخرجت للناس ودرة تاجها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتكريس محامد الاخلاق.
عليك صلوات ربي سيدي يارسول الله
أما إذا أساء الناس فالمسلم الحق عليه أن يجتنب إساءتهم ولا ينساق وراء شهواتهم ولا يتعثر بذنوبهم وهو فى هذا لا يغتر بكثرتهم
{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }
ولا يغتر بجاههم وسلطانهم ومكانتهم الاجتماعية
{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }
رحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية عندما قال إن الاجماع هو الحق ولو كنت وحدك والفضيل فيما نسب اليه من قوله لا تستوحشن طريق الحق لقلة السالكين فيه.
وفى هذا يتحرر الانسان المسلم من كافة القيود الاجتماعية التى قد تحجبه عن ربه وتحول بينه وبين اتباع الحق فهو دائما يتخذ موقفا ثابتا واضحا حيال قضاياه الاجتماعية ولم لا وهدفه معروف وغايته محددة وقناعاته راسخة. اتخاذ القرار بكون أسهل و أصوب عند اقصاء كل التفاصيل غير ذات الصلة
{قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }
اللهم انا نسألك الثبات فى الأمر
والعزيمة على الرشد
ونسألك شكر نعمتك
وحسن عبادتك
آمين